منتديات كافيه أنوش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات كافيه أنوش

علمتنـي الحيــاة أن لا أتعلـــق بشــيء ، فــكلنـــا ذاهبــون ،و إن أحببــت أحــب بصمـت فلا داعــى للجنـــون ،و أن لا أتحـــدث عـــن كرهــي للبعـــض ،فربمـــا فــي داخلهـم حبــاً فــي القلـب يخفون فمـــا الحيـــاة ســـوى مطـــار قادمـون منــه ومغادرون

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

» مؤلم جدا حدا جدا
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالخميس يناير 05, 2012 3:16 am من طرف Admin

» صحافة القاهرة اليوم الخميس، 5 يناير 2012
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالخميس يناير 05, 2012 1:43 am من طرف Admin

» من لا يرتكب أخطاء..لا يستطيع تحقيق الإكتشاف
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2012 8:20 am من طرف Admin

» ماهو المن والسلوى؟
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2012 8:13 am من طرف Admin

» لماذا يشرب المسلمون الماء على ثلآث مرَّات ?
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2012 8:01 am من طرف Admin

» صحافة القاهرة اليوم الأربعاء، 4 يناير 2012
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2012 5:31 am من طرف Admin

» وقت الفراااااغ
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 03, 2012 5:41 am من طرف Admin

» صحافه القاهره اليوم الثلاثاء 3 يناير 2012
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 03, 2012 4:50 am من طرف Admin

» "صحافة القاهرة"_ الإثنين، 2 يناير 2012
فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالإثنين يناير 02, 2012 2:50 am من طرف Admin

مارس 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

اليومية اليومية

flag counter

مواعيد الصلاه حسب توقيت القاهره


    فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى )

    Admin
    Admin
    Admin


    انثى
    عدد المساهمات : 255
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 24/11/2011

    فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى ) Empty فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى )

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 27, 2011 7:59 pm


    فرسان العشق الإلهى ( الحلقة الأولى )

    البسطامى : أستاذ الحلاج الذى اختلف العلماء فى أحواله وأقواله

    هو أبويزيد طيفور بن عيسى البِسطامِى، كان جده زرادشتيًا من أهل بسطام وأسلم، اسمه الفارسى بايزيد، وعرف كذلك باسم طيفور، وله أخوان هما آدم وعلى، وكانا من الزاهدين. لكن أبايزيد أجلّهم حالاً ومقاماً. وقد تتلمذ البسطامى على يدى شيخ المشايخ أبى الحسن الخرقانى، ومصطفى البكرى، شيخ الطريقة الخلوتية، حيث أعطاه عهد الطريقة النقشبندية.
    لم يختلف العلماء والفقهاء والمتصوّفة على أحد فى تاريخ التصوف الإسلامى أكثر من اختلافهم عليه. فثمة من نسب إليه شطحات تخرج من الملة، وثمة من تحدث له عن كرامات تخلب الألباب. لكنْ ثمة اتفاق على أنه هو من أسّس {الشطح} فى التصوف، وفتح الباب واسعاً أمام الحلاج، ليأتى ويهذى ويصلب ويقتل.
    قال عنه ابن عربى فى {المواهب السرمدية}: هو القطب الغوث فى زمانه حيث ذكر: من الأقطاب من يكون ظاهر الحكم، ويحوز الخلافة الظاهرة كما حاز الباطنة من جهة المقام كأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبدالعزيز، رضى الله عنهم، ومنهم من له الخلافة الباطنة ولا حكم له فى الظاهرة كأبى يزيد. وأنه لما تكلم فى علوم الحقائق ولم يفهم أهل عصره كلامه رموه بالعظائم ونفوه من بلده سبع مرات، وهم فى كل مرة يختل أمرهم وينزل بهم البلاء حتى أذعنوا له وأجمعوا تعظيمه.
    ووصفه أبوالحسن الشاذلى بأن له صولة بل كلامه من أقوى ما تقرأ من كلام سادتنا الأولياء، رضى الله عنهم، وأسرعه تأثيراً.
    وأشهر ما يروى عن البسطامى قصته مع أحد القساوسة تقول: فى يوم من الأيام ذهب الشيخ البسطامى لزيارة أحد أصدقائه النصارى، وهو جالس عنده فى البيت عرض عليه النصرانى أن يذهب معه إلى الدير، فقال له: كيف لى أن أذهب إلى الدير وأنا مسلم وكل سوف يعرفنى. قال له: لا عليك تخفى بلبس أعطيك إياها. فوافقه وذهب معه. ودخل إلى الدير، وكل هناك متجمع جالس ينتظر القسيس، ليلقى عليهم عظته. وعند الانتظار دخل القس، والكل صمت، وجلس على الكرسى الخاص به ولم يتكلم، فسألوه: ما بك يا أبانا لا تتحدث؟ قال: ما أنا بمتحدث حتى يخرج المحمدى من بينكم. وتفاجأ الجميع بهذا الكلام وتساءلوا: كيف يجرؤ المحمدى على الدخول إلى هذا المكان، ورفعوا سيوفهم يريدون أن يفتكوا به، ولكن القس استوقفهم، وقال: لن يخرج حتى تعطوه الأمان، فخفضوا أسلحتهم. وقال له القس: أخرج عليك الأمان. قالوا: كيف عرفته؟ قال: إن أمة محمد معروفة وتلى قوله {سيماهم فى وجوههم من أثر السجود}.
    فوقف الشيخ البسطامى ولم يخرج، فقال له القس: اخرج. قال ما أنا بخارج. فقال له: سوف نسمح لك أن تجلس معنا بشرط أن تجيب على كل الأسئلة التى سوف نسألها لك، وإذا تعثرت بسؤال واحد سوف نقطع رأسك. فوافق البسطامى. فقال له القس:
    - ما الواحد الذى لا ثانى له؟
    قال: قل هو الله أحد.
    - ما الاثنان اللذان لا ثالث لهما؟
    قال: الليل والنهار.
    ـ ما الثلاثة التى لا رابع لها؟
    قال: أعذار موسى للخضر وهى: خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار.
    - ما الأربعة التى لا خامس لها؟
    قال: التوراة والزبور والإنجيل والقرآن الكريم.
    - ما الخمسة التى لا سادس لها؟
    قال: الصلوات الخمس.
    - ما الست التى لا سابع لها؟
    قال: هى الأيام التى خلق الله فيها السموات والأرض
    فسأل القس: لماذا ختم الله بهذه الآية: {وما مسّنا من لغوب}.
    قال: لأن اليهود قالوا: إن الله لمّا خلق السموات والأرض فى ستة أيام تعب فاستراح يوم السبت وهو اليوم السابع فرد عليهم بالآية السابقة.
    - وما الثمانية التى لا تاسع لها؟
    فقال له حملة العرش.
    - وما المعجزات التسع؟
    فقال له: معجزات موسى وهى: اليد والعصا والطمس والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنون.
    - وما العشرة التى تقبل الزيادة؟
    فقال: قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
    - وما الأحد عشر؟
    فقال إخوة يوسف عليه السلام.
    - وما المعجزة المكونة من إثنى عشر أمراً؟
    فقال: {وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً}.
    - وما الثلاثة عشر؟
    قال: إخوة يوسف وأمه وأبيه.
    - ما هو الشىء الذى تنفس ولا روح فيه؟
    قال له: {والصبح إذا تنفس} أى أضاء.
    - ومن هو الذى سار به قبره؟
    قال: يونس عليه السلام.
    - من هم الذين صدقوا ودخلوا النار؟
    قال: اقرأ قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء وهم يتلون الكتاب}.
    - ما الشىء الذى خلقه الله وأنكره؟
    قال: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.
    - ومن هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة؟
    قال: إخوة يوسف عليه السلام عندما قالوا أكله الذئب.
    - ما هى الأشياء التى خلقها الله وليس لها أب أو أم؟
    قال: الملائكة.
    - ما هى الشجرة المكونة من ١٢ غصناً فى كل غصن ٣٠ ورقة وفى كل ورقة ٥ ثمرات، ثلاث منها فى الظل، واثنتان فى الشمس؟
    قال: هى السنة فيها ١٢ شهر، فى الشهر ٣٠ يوماً، فى اليوم ٥ صلوات، ثلاث فى الليل واثنتان فى النهار.
    قال أبويزيد للقس: إنى سائلك سؤالاً واحداً فقط، فأجبنى عنه.
    قال: ما هو؟
    - ما هو مفتاح الجنة؟
    فوجم القس وظل جامداً.
    فقال له أصحابه: سألته كل هذه الأسئلة وأجابك عنها ويسألك سؤالاً واحداً ولم تجبه؟
    فقال: إنى يا أبنائى خائف منكم.
    فقالوا أجبه ولا تخـف.
    قال: مفتاح الجنة: {لا إله إلا الله محمد رسول الله}.
    شطحات
    اشتهر البسطامى بالشطحات التى يقشعرّ منها البدن. فها هو الذهبى ينسب إليه فى {ميزان الاعتدال} أنه كان يقول: {سبحانى وما فى الجنة إلا الله، ما النار لأستندن إليها غدا وأقول: اجعلنى لأهلها فداء أو لأبلغنهم أن ما الجنة إلا لعبة صبيان، هب لى هؤلاء اليهود، ما هؤلاء حتى تعذبهم}.
    وينسب الشعرانى إلى أبى يزيد البسطامى شطحات عدة، منها قوله: {كان لا يخطر بقلبى شىءٌ إلا أخبرنى به}. وقوله: {أدخلنى الحيُّ فى الفلَك الأسفل فدوَّرنى فى الملكوت الأسفل، فأرانيه، ثم أدخلنى فى الفلك العلوى وطوى بى السموات! فأرانى ما فيها إلى العرش، ثم أوقفنى بين يديه، فقال: سلنى أىَّ شىء رأيته حتى أهبه لك! فقلت: ما رأيتُ شيئاً حسناً فأسألك إياه! فقال: أنت عبدى حقّاً تعبدنى لأجلى صدقاً}.
    وقد جمع قاسم محمد عباس عدداً كبيراً من شطحاته فى كتاب له، ومنها: {أراد موسى عليه السلام أن يرى الله تعالى، وأنا ما أردت أن أرى الله، هو أراد أن يرانى}.
    ومن هذه الشطحات ما ذكره ابن الجوزى فى كتابه {تلبيس إبليس} فقال: {كان رجل من أهل بسطام لا ينقطع عن مجلس أبى يزيد لا يفارقه فقال له ذات يوم: يا أستاذ أنا منذ ثلاثين سنة أصوم الدهر وأقوم الليل وقد تركت الشهوات ولست أجد فى قلبى من هذا الذى نذكره شيئاً البتة فقال له أبويزيد: لو صمت ثلاثمائة سنة وقمت ثلاثمائة سنة وأنت على ما أراك لا تجد من هذا العلم ذرة، قال: ولم يا أستاذ، قال: لأنك محجوب بنفسك فقال له: أفلهذا دواء حتى ينكشف هذا الحجاب، قال: نعم ولكنك لم تقبل، قال: بلى اقبل واعمل ما تقول، قال أبويزيد: اذهب الساعة إلى الحجام واحلق رأسك ولحيتك وانزع عنك هذا اللباس وابرز بعباءة وعلق فى عنقك مخلاة واملأها جوزاً واجمع حولك صبياناً وقل بأعلى صوتك يا صبيان من يصفعنى صفعة أعطيته جوزة وادخل إلى سوقك الذى تعظم فيه فقال: يا أبايزيد سبحان الله تقول لى مثل هذا ويحسن أن أفعل هذا فقال أبويزيد: قولك سبحان الله شرك قال: وكيف قال: لأنك عظمت نفسك فسبحتها فقال: يا أبايزيد هذا ليس أقدر عليه ولا أفعله ولكن دلنى على غيره حتى أفعله فقال أبويزيد: ابتدر هذا قبل كل شىء حتى تسقط جاهك وتذل نفسك ثم بعد ذلك أعرفك ما يصلح لك قال: لا أطيق هذا قال إنك لا تقبل}.
    وقد اعتقد الصوفية فى البسطامى ما هو خارق للعادة، وما ليس إلا للخالق العظيم، وما لا يصدر إلا عن شاطح أو مريض نفسى. فقال بعضهم إن البسطامى قتل نملة خطأ فنفخ فيها فأحياها خوفاً من المطالبة. وينقلون أنه كان يكلم الله تعالى: أوقفنى الحق بين يديه وقال: يا أبايزيد بأى شىء جئتنى؟ قلت: بالزهد بالدنيا قال: إنما مقدار الدنيا عندى جناح بعوضة ففيم زهدت؟ قلت: إلهى أستغفرك جئتك بالتوكل عليك. قال: ألم أكن ثقة فى ما ضمنت لك. قلت: أستغفرك جئتك بك أو قال: بالافتقار إليك. فقال: عند ذلك قبلناك.
    ونظراً إلى هذه الشطحات المنسوبة للبسطامى فإن كثيراً من العلماء خطأه وجعل ذلك من أكبر البدع، وأنها تدل على اعتقاد فاسد كامن فى القلب.
    ويعدّ البسطامى من مؤسسى مدرسة الشطح فى الإسلام، فقد أخذ الكثير عن الرؤى الفارسية والهندية واليونانية، وبثّها فى فضاء الثقافة الإسلامية، بلغة تقترب من الشعر. ومن ثم اعتبره مؤرخو التصوف ودارسوه أنه هو ذلك الثيوصوفى الهللينى الذى هيأ الأرضية المناسبة لظهور الحلاج.
    دفاع عنه
    موقف العلماء من هذه الشطحات المنسوبة إلى أبى يزيد البسطامى مختلف، فمنهم من يصححها ويجعلها دلالة على الولاية ومنهم من قال إن هذه العبارات خرجت من البسطامى، وهو فاقد العقل بسبب السكر والمشاهدة.
    وقد أحسن «الذهبى» الظن بالبسطامى، وكان لا يتصور أن يصدر مثل هذا الكلام من فاسق فضّل أن يكون زاهداً يطلب الآخرة، واتّهم البعض بأنه نقل عن البسطامى أموراً من متشابه القول، مشكوك فى صحتها عنه، حيث لا تصح عن مسلم، وأن هذا الشطح إن صح عنه فقد يكون قاله فى حالة سكره.
    وكان أبوحامد الغزالى لا يصحح هذه الشطحات، ويرى أنها فهمت خطأ، ولذا يقول فى {إحياء علوم الدين}: وأما أبويزيد البسطامى رحمه الله فلا يصح عنه ما يحكى وإن سمع ذلك منه فلعله كان يحكيه عن الله عز وجل فى كلام يردده فى نفسه، كما لو سمع وهو يقول: {إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى}، فإنه ما كان ينبغى أن يفهم منه ذلك إلا على سبيل الحكاية.
    وقد سعى الحافظ أبونعيم فى {حلية الأولياء} إلى تصحيح كلام البسطامى، وقال: إشاراته هائنة وعباراته كامنة لعارفيها ضامنة ولمنكريها فاتنة. أما العماد بن كثير فقال فى {البداية والنهاية}: وقد حكى عنه شطحات ناقصات، وقد تأولها كثير من الفقهاء والصوفية وحملوها على محامل بعيدة، وقد قال بعضهم: إنه قال ذلك فى حال الاصطلام والغيبة.
    وثمة من يقول إن ما ورد بشأن البسطامى فى كتاب {لطائف المنن} المنسوب لابن عطاء الإسكندرى، هو كلام مدسوس عليه. فالبسطامى لا يمكن أن يقول: {خضت بحراً وقفت الأنبياء بساحله} فهذا كلام ظاهر البطلان فيه رفع لمقام أبى يزيد فوق مقام الأنبياء. كذلك لا يمكنه أن يشطح ويقول: {سبحانى ما أعظم شأنى} أو يقول: {أنا ‏الحق} أو {الجنة ملعبة الصبيان}. فالمعروف عنه أنه كان من المتمسكين بآداب السنة النبوية، حالاً وقولاً وفعلاً.
    وثمة واقعة تبرهن ذلك، فقد كان فى زمن البسطامى رجل مشهور بالورع والزهد فقال يوماً أبويزيد البسطامى لأصحابه: قوموا بنا ننظر إلى الرجل الذى شهر نفسه بالولاية فذهبوا معه، فلما خرج الرجل من منزله ودخل مسجده تفل نحو القبلة فقال أبويزيد: قوموا بنا ننصرف من غير أن نسلم فإن هذا الرجل ليس بمأمون على أدب من آداب الشريعة التى أدب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه من مقامات الأولياء الصديقين.‏
    كان أبويزيد يزجر نفسه فيصيح عليها ويقول: يا مأوى كل سوء، المرأة إذا حاضت طهرت فى ثلاثة أيام وأكثره لعشرة، وأنت يا نفس قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة بعد ما طهرت، فمتى تطهرين؟ إن وقوفك بين يدى الله عز وجل طاهر فينبغى أن تكونى طاهرة.
    ونقل الذهبى فى كتاب {تاريخ الإسلام} بعض أقواله فى هذا المقام، ومنها: {ما وجدت شيئاً أشد على من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائراً}. ومنها: {لله خلق كثير يمشون على الماء، وليس لهم عند الله قيمة، و{لو نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات حتى يرتفع فى الهواء، فلا تغتروا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهى وحفظ الحدود وأداء الشريعة}.
    وثمة من يرد على ما هو منسوب إلى البسطامى من شطحات، بإظهار جوانب الزهد والورع فى حياة الرجل. فقد كان يقول: غلطت فى ابتدائى فى أربعة أشياء: توهمت أنى أذكره، وأعرفه، وأحبه، وأطلبه. فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكرى، ومعرفته تقدمت معرفتى، وطلبه لى أولاً حتى طلبته.
    وقال أبويزيد عملت فى المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئاً أشد علىًّ من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لتعبت، واختلاف العلماء رحمة إلا فى تجريد التوحيد.
    وقال أبويزيد: لا يعرف نفسه من صحبته شهوته.
    وقد سئل البسطامى ما علامة العارف؟ قال: أن لا يفتر من ذكره، ولا يمل من حقه، ولا يستأنس بغيره.
    وقال: إن الله أمر العباد ونهاهم فأطاعوا فخلع من خلعه فاشتغلوا بالخلع عنه، وإنى لا أريد من الله إلا الله.
    ويروى العباس بن حمزة قائلاً: صليت خلف أبى يزيد البسطامى الظهر، فلما أراد أن يرفع يديه ليكبر لم يقدر إجلالاً لاسم الله، وارتعدت فرائصه حتى كنت أسمع تقعقع عظامه، فهالنى ذلك.
    وكان البسطامى يتوجه إلى الله ويناجيه: ليس العجب من حبى لك وأنا عبد فقير، بل إنما العجب من حبك لى وأنت ملك قدير.
    وقال: لم أزل ثلاثين سنة كلما أردت أن أذكر الله أتمضمض وأغسل لسانى إجلالاً لله أن أذكر.
    وقد بلغ به التواضع وإنكار الذات إلى أن يقول: ما دام العبد يظن أن فى الخلق من هو شر منه فهو متكبر. وهنا يقول أيضاً: أشد المحجوبين عن الله ثلاثة بثلاثة، أولهم: الزاهد بزهده، والثانى: العابد بعبادته، والثالث: العالم بعلمه. ثم قال: مسكين الزاهد، لو علم أن الله عز وجل سمى الدنيا كلها قليلاً فكم ملك من الدنيا؟ وفى كم زهد مما ملك؟ وأما العابد فلو رأى منة الله عليه فى العبادة عرف عبادته فى المنة، وأما العالم فلو علم أن جميع ما أبدى الله عز وجل من العلم سطر واحد من اللوح المحفوظ فكم علم هذا العالم من ذلك السطر؟ وكم عمل مما علم؟
    وسأله رجل: من أصحب؟ فقال: من لا تحتاج أن تكتمه شيئاً مما علمه الله منك. وكان يقول أيضاً: {أبعد الخلق من الله أكثرهم إشارة إليه}.
    ويروى عنه أنه قال: طلقت الدنيا ثلاثاً بتاتاً لا رجعة لى فيها، وصرت إلى ربى وحدى فناديته بالاستغاثة: إلهى أدعوك دعاء من لم يبق له غيرك. فلما عرف صدق الدعاء من قلبى، واليأس من نفسى، كان أول ما ورد عليَّ من إجابة هذا الدعاء أن أنسانى نفسى بالكلية ونصب الخلائق بين يدى مع إعراضى عنهم. وكان يقول أيضاً: {لا يعرف نفسه من صحبته شهوته}.
    وكان يقول: الناس كلهم يهربون من الحساب ويتجافون عنه، وأنا أسأل الله تعالى أن يحاسبنى فقيل له: لم؟ قال: لعله أن يقول لى فيما بين ذلك: يا عبدى، فأقول: لبيك. فقوله لى: عبدى أعجب إلى من الدنيا وما فيها. ثم بعد ذلك يفعل بى ما يشاء.
    ويروى أبوموسى الديبلى، عن أبى يزيد قائلاً: نظرت فإذا الناس فى الدنيا متلذذون بالنكاح والطعام والشراب، وفى الآخرة بالمنكوح والملذوذ، فجعلت لذتى فى الدنيا ذكر الله عز وجل وفى الآخرة النظر إلى الله. وقد سأله الديبلى: من أصحب؟ قال: من إذا مرضت عادك، وإذا أذنبت تاب عليك ومن يعلم منك ما يعلمه الله منك.
    وثمة قصة تبيّن بره بوالدته، يرويها هو قائلاً: طلبت أمى ماء فجئتها فوجدتها نائمة فقمت أنظر يقظتها فلما استيقظت قالت أين الماء فأعطيتها الكوز، وقد كان سال الماء على أصبعى فجمد عليها الماء من شدة البرد، فلما أخذت الكوز انسلخ جلد أصبعى فسال الدم فقالت ما هذا فأخبرتها قالت اللهم إنى راضية عنه فارضَ عنه.
    وخرج البسطامى إلى الجامع يوم الجمعة فى الشتاء فزلقت رجله فمسك بجدار بيت فذهب إلى صاحبه فإذا هو مجوسى فقال له: قد استمسكت بجدارك فاجعلنى فى حل قال أو فى دينكم هذا الاحتياط قلت نعم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
    وقال أبوتراب: {سألته عن الفقير، هل له وصف} فقال: {نعم! لا يملك شيئاً، ولا يملكه شىء}.
    وقد مات سنة إحدى وستين، وقيل: سنة أربع وستين ومائتين، عن ثلاث وسبعين سنة، ويقال إنه دفن فى بسطام، لكن بات له أربعون مقاماً فى بلاد شتى.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 10:52 pm