بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ.)) رقم 59 سورة النحل –
(( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)) رقم 8/ 9 سورة التكوير.
(( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)) – رقم 58 سورة النحل
(( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ))
رقم : 17- سورة الزخرف .
إن كل من قرأ هذه الآيات وتأملها وتدبر معانيها بكل ما أوتي من جهد التأمل والتدبر ونقاوة الضمير وسلامة القلب سيشعر حتما بأن في الأمر خطورة لاسيما وقد جاء ت الأنثى الموؤودة في سورة التكوير حلقة من حلقات سلسلة ذلك القسم الطويل الرهيب المهول الذي أداه الخالق عز وجل ليصرح في الأخير جوابا لقسمه بأن ما أنزله على عبده هو قول من عنده أي من عند المنزل الرحمن الرحيم وليقرر أن ذلك الإنسان المنزل عليه ذلك الوحي والمكلف بتبليغه صادق وليس بمجنون .
والملفت حسب رأيي المتواضع هو أن الجهل في تلك العهود السالفة نزل بالإنسان إلى أسفل درك وفعل به الشيطان أفاعيله إلى أن أصبح هذا الرجل ينكر على الله الخالق اهتمامه بخلق الأنثى ، ولا أدل على ذلك من قساوة هذا المخلوق وفي حكمه الذي حكم به وعدم حرجه في تنفيذه وهو دس ابنته التي لا يمكن أن تعتبر في هذه الحالة وهذا الظرف فلذة كبده بل لعل التعبير الأصح يكون أنها ورم كبده.
وكما هو ظاهر وواضح فإن الفضائح التي تشير إليها هذه الآيات هي غنية عن التعليق... وإذا جاءت هذه البيانات وهذه البلاغات من الله الخالق مستنكرة ما يفعل الإنسان بالإنسان من قتل وتقتيل ودس في التراب ، بذلك الأسلوب الذي اعتمده الله وهو أسلوب متميز بالهجاء والتهكم ومنه ذلك الذي يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، وذلك السؤال الذي سيوجه إلى الموؤودة لتجيب عن الذنب الذي ارتكبته لتلقى ذلك العقاب وذلك المصير وبمثل ذلك القتل ؟ ومثل ذلك الذي يسود وجهه ويمتلئ غما وهما وحزنا ، والمفارقة ( الكاريكاتورية ) هي أن ذلك يكون نتيجة بشرى تزف إلى الرجل بأن امرأته ولدت له ما ولدت .
وإذا سلمنا أن المسلمين المنتسبين إلى تلك الأمة التي تلقت القرآن وحملت المسؤولية لتبليغ ذلك الهدى وتلك الرحمة إلى جميع أصقاع الكرة الأرضية ، نعم إذا كان الواقع الملموس يقول إن هؤلاء المسلمين قد انتهوا وقد التزموا فعلا بما أمروا به وتوقفوا عن إعدام الأنثى بوأدها ودسها في التراب لتموت في ما بعد ، فهل اقتنعوا حق الإقتناع واطمأنوا إلى مشيئة الله الرحمن الرحيم الخالق الذكر والأنثى في أحسن تقويم ؟ أم أن ما في قرارة النفس هو شيء آخر وغير ما في المظهر ؟
- فبماذا نفسر مواقف الرجل المسلم القرآني إزاء الأنثى وتصرفه ونظرته ؟
وأما عن الدواعي إلى هذه التساؤلات وهذه الأسئلة فحدث ولا حرج وهي تنهل نهلا من بحر لجي متلاطم من التناقضات ومنها ما يلي :
01) هل التجأ الرجل في الوقت الراهن وفي كل وقت للقتل والوأد والدس في التراب والنفي والإعدام لكن بطرق وأساليب غير مرئية وغير معلنة ؟
02) ما بال هذه المفاهيم التي تعد بالعشرات بالنسبة للحجاب المفروض على المرأة ؟ ثم مؤاخذة كل حزب الطرف الآخر والحكم عليه بالمروق ، فإذا كل منهم بالحجاب المعتمد لديهم فرحون ؟
03) عدم التورع في افتراء وترويج مقولة كون ال&atild"> وعدم التورع في ترويج كل السلبيات الممكن وغير الممكن تصورها ومنها أن إبليس لم يكن ليستطيع التغلب على أدم لولا ضعف المرأة وتواطؤها معه وتأييدها .
04) جعل المرأة نفسها تقتنع أنها غير معنية بكثير من أوامر الله المبينة في حديثه المنزل . ومنها أن طاعتها لله هو في عدم اكتراثها بالآية التاسعة المنادية والداعية إلى ذكر الله المتميز في يوم الجمعة ، وتحويل المرأة إلى مقتنعة أكثر فأكثر أن أحسن صلاة تؤديها هي تلك التي تكون دست فيها نفسها دسا في درك أسفل ومن المستحسن في ظلمات ثلاث أو أربع بعد أن تتوارى من القوم من سوء ما تكون عرضة إليه نفسها لو هي لم تفعل ولم تختف .
05) ممارسة الرجل سلسلة من تصرفات تمييزية إزاء المرأة ما أنزل الله بها من سلطان ، بل هي تصرفات غريبة ومن باب ( لا يتصور ولا يصدق لكنه واقع معاش ) والأدهي أن هذه التصرفات وهذه الأساليب تحولت إلى مواقف هجائية لله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، فإذا كان الله الخالق الخبير الرحمن الرحيم يأمر بغض البصر فإننا نحن البشر نقول إننا اهتدينا إلى أحسن الحلول الجذرية الناجعة ، ألا وهي ختان الأنثى، و تغليفها بالحجاب حتى لا تغض من بصرها و تؤجر على ذلك...
06) لو كان الأمر بيد المخلوقين لهدتهم قريحتهم وغيرتهم إلى بناء كعبة أخرى بعيدة كل البعد عن تلك التي رفع قواعدها- الرجلان الذكران - حتى يبعدوا عنها المرأة ويحرموا عليها حرمها ، ومن يدري لعل القريحة الذكورية المعطاءة ستهديهم إلى ما هو أنجع وأقرب إلى الصواب الذي لا يحبه الله وهو أن حج المرأة في عدم مغادرة بيتها وأن الأجر العظيم في الاستقرار فيها. وليس مصير صلاة الجمعة للمرأة عنـا ببعيـد.
07) ومن يدري ولعله من غير المستبعد ما يخطر على بال المستمعين أو القارئين للقرآن وهم يتصورون تلك المشاهد التي عاشها كل من سيدنا يوسف وسيدنا سليمان عليهما السلام إن في قصر عزيز مصر أو في استقبال ملكة سبأ ؟ وكيف أن هذا القارئ للقرآن أو المستمع عوض أن يجتهد في استخلاص العبر من القصة التي اختارها له الله ، فإن هذا الإنسان يذهب بعيدا في تفكيره الفضولي متسائلا عن أشياء بدت له ومنها : هل كانت هذه المرأة أو تلك متحجبة ؟ وما نوع حجابها يا ترى ؟ .
08) وما يثير الدهشة أو يضحك الحزين المقولة التالية :
أنس بن مالك لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها لبركة.
الفردوس بمأثور الخطاب ج 5 ص 122.
09) وفي الأخير ألا تعتبر هذه المفاهيم وهذه المواقف الهجائية لله وما خلق وهذه التصرفات وهذه الافتراءات ، ألا تعتبر ذات صلة وذات جذور تصل حاضرنا بعهد وأد الأنثى ودسها في التراب لكن بشكل ثان غير معلن ؟
ألا يدل كل هذا أن للموضوع سجعا أو قافية تقابل الآية رقم ( في سورة التكوير حيث تصبح القافية هكذا : وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب همشت ؟
مع أخلص تحياتي.
الخميس يناير 05, 2012 3:16 am من طرف Admin
» صحافة القاهرة اليوم الخميس، 5 يناير 2012
الخميس يناير 05, 2012 1:43 am من طرف Admin
» من لا يرتكب أخطاء..لا يستطيع تحقيق الإكتشاف
الأربعاء يناير 04, 2012 8:20 am من طرف Admin
» ماهو المن والسلوى؟
الأربعاء يناير 04, 2012 8:13 am من طرف Admin
» لماذا يشرب المسلمون الماء على ثلآث مرَّات ?
الأربعاء يناير 04, 2012 8:01 am من طرف Admin
» صحافة القاهرة اليوم الأربعاء، 4 يناير 2012
الأربعاء يناير 04, 2012 5:31 am من طرف Admin
» وقت الفراااااغ
الثلاثاء يناير 03, 2012 5:41 am من طرف Admin
» صحافه القاهره اليوم الثلاثاء 3 يناير 2012
الثلاثاء يناير 03, 2012 4:50 am من طرف Admin
» "صحافة القاهرة"_ الإثنين، 2 يناير 2012
الإثنين يناير 02, 2012 2:50 am من طرف Admin